اللهم صل و سلم على سيدنا و حبيبنا محمد
موقع حساين الزيتوني يتضمن مواظيع تعليمية كلها ثقافة و خبرة مهنية ×

يناير 30، 2017

بحث حول بناء الاختبارات


                               بحث حول بناء الاختبارات
المقدمة: 
يعد بناء الاختبارات جزءا أساسيا في العملية التعليمية التعلمية , وأحد المهام 
الرئيسية للمعلم , نظرا لما تكتسبه من أهمية في تحديد مقدار ما يتحقق من الكفاءات
التعليمية المبرمجة والغايات التربوية المنشودة التي رسمتها الدولة , والتي تنتظر 
من المدرسة أن تنعكس إيجابيا على الفرد المتعلم , وعلى العملية التربوية ككل, 
كما يعد إجادة بناء الاختبارات بالطريقة الصحيحة نوع من تقويم للمعلم , أي 
تقويم لأدائه في القسم والذي يعد ركنا مهما في العملية التعلمية/التعليمية ,لما لهذا 
الأداء من تأثير قوي ومباشر على الفرد المتعلم وعلى فكره ووجدانه.
إنّ الواقع يشير إلى وجود تفاوت من مؤسسة إلى أخرى في نوعية مواضيع 
الاختبارات التي تقدّم للتلاميذ , وفي مقاييس بنائها ومعايير تقويمها وتحديد أهدافها
لذا يجب أن يكون المعلّم في إعداده للاختبارات ملمّا بالكفاءات , قادرا على تصور 
مكوناتها , مبدعا في وضع آليات دقيقة لقياسها ,مراعيا التباين والاختلاف بين
التلاميذ في مستوى التحصيل المعرفي وفي استخدام القدرات , بتنويع الأسئلة 
وتدرّجها وشموليتها للكفاءات المستهدفة في المنهاج.
ونهدف في هذا لبحث إلى بيان كيفية بناءالاختبارات التحصيلية بشكل صحيح.
وواضح أنّ الاختبارات التحصيلية من الأدوات التقويمية الأكثر شيوعا في مجال 
التدريس , ومن الأساليب المستخدمة في تقويم نواتج التعلم , وفي تحديد مقدار 
ما تحقق من أهداف تعليمية معرفية.
1ــ مفهوم التقويم:
أـ في منهج اللغة والإعلام : قوّم الشيء أي عدّله وأزال اعوجاجه , وفي القاموس 
الفرنسي :قوّم أي بحث بدقة عن القيمة.
وفي المدرسة الكندية :التقويم يعني إصدار حكم عن القيمة الموافقة لنتيجة قياس ما
وإعطاء معنى ما لهذه القيمة. 
ب ـ أما اصطلاحا :المتداول في المدرسة الجزائرية مصطلحان شائعان هما :
التقويم والتقييم ,فما الفرق بينهما؟
1
ـ التقييم: يعني التثمين وهو عملية ينتظر منها إعطاء نتيجة قياس أو منح علامة 
ترتيبية لمرجع محدد من قبل ,وهو المعمول به في المدرسة الجزائرية.
2
ـ أمّا التقويم : يعني تعديل الاعوجاج ونزع الخاطئ أو إصلاحه . والتالي 
يصبح التعريف النسبي للتقويم هو :
التقويم هو: التقييم + اتخاذ إجراءات تحسينيّة تضبط على ضوء نتيجة العملية 
التقييمية ومقارنتها بالمعايير المناسبة لأهداف العملية التربوية , وهو المفهوم الذي
يحتاجه المعلّم في المدرسة الجزائرية.
ــ كلمة التقويم جامعة لكل الأشياء المادية والمعنوية معا , وهذا هو الأصل في 
المفهومين التربوي والإصلاحي. قال أبو بكر الصديق :{إن رأيتموني على باطل 
فقوّموني} , وقال أعرابيّ لعمر بن الخطّاب :"والله لو رأينا فيك اعوجاجا لقوّمناك 
بسيوفنا "
2ــ مواصفات التقويم (الاختبار) :
أــ الصدق: ويقصد به تقييم الشيء الذي وضع من أجله وليس لغيره.
ب- الثبات :أن يمنح نتائج ثابتة تقريبا إذا طبق أكثر من مرة تحت نفس الظروف 
وعلى نفس المجموعة. 
ج ــ الموضوعية : عدم تأثر عملية التصحيح بالعوامل الشخصية .
د ـ الشمول: ويعني تغطية الاختبار لمعظم التعلمات المقررة.
ه ــ التميّز : ويعني أنّ الاختبار يميّز بين المتعلمين من حيث المستوى التعليمي 
إبراز الفروق الفردية بينهم.
وــ المقروئية: ويقصد بها صوغ الاختبار بلغة سليمة وبمفردات دقيقة وواضحة
لمساعدة المتعلم على فهم المراد دون غموض أو لبس أو تأويل.
3 ـ أهمية التقويم :
ــ معرفة مواطن القوة والضعف لدى المتعلمين .
ــ قياس تحصيل المتعلمين ومدى تقدمهم.
ــ إثارة دافعية المتعلمين للتعلم.
ــ تقييم طرائق التدريس .
ــ تقييم المناهج الدراسية ومدى ملاامتها لحاجات المتعلمين.
ــ تزويد المتعلم وولي الأمر و أصحاب القرار بالتغذية الراجعة عن مستوى 
تحصيل المتعلمين.
ــ تقييم البرنامج التعليمي.
3ـ كيفية بناء الاختبار:
أ تحرير الأسئلة :
إنّ الحديث عن التقويم يجرنا إلى الحديث عن تحرير الأسئلة لأنّها الوسيلة الأكثر 
استعمالا في تطبيق العمليات التقويمية , والواقع أن هذا الموضوع يشكل جزءا من 
علم مستقل يسمى " علم التباري" والذي نعرفه كما يلي:
"
هو دراسة علمية للامتحانات والمباريات ,بهدف تحسين أوضاعها من خلال 
التساؤلات التي يطرحها حول إجراءات التقويم المستمر والامتحانات بشكل عام.
وحول أساليب المعايرة والتنظيم بشكل تقني.
علميا فإنّ عملية التقويم التربوي هي عبارة عن سلسلة من الأسئلة التي تطرح على 
المتعلمين والتي يمكن تحريرها وفق نمطين مختلفين:
1
ـ الأسئلة المفتوحة: يجيب المتعلم بشكل تلقائي وبتعبيره الخاص.
2
ـ الأسئلة المغلقة : يختار المتعلم جوابا من بين الأجوبة المقترحة عليه
و عموما تقترح الأسئلة المفتوحة في الوضعيات التالية:
أـ المراقبة السريعة أثناء التعلم 
ب ـ التحقيق من التعلم المعقد و الصعب .
ج ـ امتحان حول جزء من البرنامج يستدعي التركيب .
دـ تقويم الأهداف التي يتم تصنيفها في مستوى عال من مستويات الأهداف وفق
تصنيف "بلوم".
ـ إنّ السلبية الرئيسية التي تتميز بها الأسئلة المفتوحة حسب عملية التربية هي 
خصوصية الإجابة لكل تلميذ , التي تعقد من تقييمها بالنسبة للإجابات الأخرى 
وهي السبب الرئيسي في عدم توافق مختلف المصححين في الامتحانات التحصيلية .
أما الأسئلة المغلقة فيقترح فيها على المتعلم مجموعة من الأجوبة الجاهزة تحتوي 
على إجابة صحيحة واحدة , هذا النوع من الأسئلة يسهل كثيرا التصحيح لكنه 
يتطلب تحضيرا وهيكلة تتميز بالموضوعية.
وهذه بعض أنماط الأسئلة المغلقة:
1
ـ الأسئلة من الشكل : صحيح خطأ .
مثال : الجزائر بلد زراعي صحيح خطأ .
2ـ الأسئلة باختيارات متعددة:
مثال : املأ فراغ في الجملة الموالية بإحدى الكلمات المقترحة 
"
وجدت صعوبة في ...........هذا الفراغ "
1
ـ ملأ 2ـ ملء 3 ـ ملئ 4ـ مليء.
3ـ أسئلة الموافقة :
مثال : اربط بسهم كل اقتراح من الاقتراحات الموجودة يمينا باقتراح من 
الاقتراحات الموجودة يسارا 
1
م 10 سم 
1
دم 1000 م 
1
كم 10 مم 
1
سم 100 سم
4 ـ أسئلة الفراغات : هذا النوع يدمج بين الأسئلة المفتوحة والأسئلة المغلقة في 
آن واحد 
مثال : الأمراض التي يمكن أن يصاب بها نظر العين (الرؤية) عند الإنسان هي :
1
ـ......................... 2ـ ........................
3
ـ......................... 4ـ.........................
5 ـ أسئلة الترتيب الزمني : وهي الأسئلة التي فيها إعادة ترتيب مقترح من طرف 
المعلم بمراحل تطور ظاهرة محددة حسب التسلسل الزمني لحدوثها .
مثال : ظاهرة سقوط المطر تحدث وفق المراحل التالية :
ــ تبخر مياه البحار والمحيطات .
ــ تكاثف بخار البحار والمحيطات.
ــ تشكل السحب.
ــ سقوط المطر.
ب ـ شروط بناء الاختبار:
1
ـ وضع تعليمات واضحة و إعطاء طريقة تصحيحه .
2
ـ ينبغي للسؤال أن يكون واضحا.
3
ـ متدرجا في الصعوبة.
4
ـ ضبط الوقت الكافي لإنجازه.
5
ـ أن تكون الإجابة عليه محددة.
6
ـ أن لا يكون موحيا بالإجابة.
7
ـ أن لا يكون بالغ السهولة أو الصعوبة.
8
ـ أن لا يعتمد في صياغته على تعبيرات مأخوذة حرفيا من الكتب المدرسية.
طبيعة اختبار نشاط اللغة العربية:
يعتبر تعليم اللغة العربية في السنة الخامسة استكمالا لبناء الكفاءات المستهدفة
في ملمح التخرج , وتعزيزا لمكتسباته السابقة , وترسيخا للمبادئ اللغوية الأساسية
التي تسمح له بالتحكم في القراءة والكتابة والتواصل في وضعيات مختلفة وذلك قبل 
انتقاله إلى مرحلة التعليم المتوسط.
فإذا تحققت للمتعلم قدرة التعامل والتصرف في الوضعيات المتعلقة بالتواصل 
الكتابي و الشفوي ,أقبل في المرحلة اللاحقة على التعلمات المختلفة برصيد من 
المعارف اللغوية والثقافية ,يؤهله لمزاولة الدراسة .
مكوّنات مادة الاختبار:
1
ــ السند: نص نثري .
2
ــ الأسئلة : تتكوّن من مركبتين : 
أــ المركبة الأولى :وتشمل أسئلة الفهم وأسئلة حول اللغة. 
ب ــ المركبة الثانية: الوضعية الإدماجية.
شروط اختيار النص:
1
ــ أن يكون النص نثريا ,غير شعري , ويفضل أن يكون غير متشعب الأفكار.
2
ــ أصيلا,غير متصرف فيه إلى درجة الإخلال بمعناه , يحمل دلالة بالنسبة 
للمتعلم.
3
ــ ممثلا لنمط من الأنماط المقررة التي تعوّد عليها المتعلم في القسم ( حواري
سردي ,خبري , وصفي).
4
ــ أن يشمل على عدد من الكلمات يتراوح بين 100 و 120 كلمة, دون احتساب 
أدوات المعاني.
شروط بناء أسئلة الاختبار:
تتكوّن أسئلة النص الاختباري من مركبتين أساسيتين كما أسلفنا, وهما :
المركبة الأولى: تشمل هذه المركبة أسئلة حول الفهم , وأخرى حول اللغة.
أ ــ أسئلة الفهم :
1
ــ يضع المعلم سؤالا حول المعاني الواردة في النص, وله ألا يتقيد به في 
بناء السؤال , يتعرض فيه إلى :
ــ فكرة بارزة في النص.
ــ استخلاص عبرة .
ــ إبداء موقف أو رأي أو إصدار حكم .....الخ.
2
ــ شرح كلمات واردة في النص, بواسطة توظيفها في جملة من إنتاجه ,ولا يقبل من التلاميذ استبدالها بكلمات أخرى لها نفس المعنى.
3
ــ تقديم مجموعة من الكلمات , ومطالبة التلاميذ باستخراج أضدادها أو مرادفها
من النص.
ونظرا لأنّ هذا النوع من الأسئلة , يضطر المتعلم إلى تكرار قراءة النص 
والتمعّن فيه كثيرا, لاستخراج الأضداد المستهدفة ,وما يتطلبه ذلك من استنفاذ
لوقت الاختبار , فإنّه يستحسن التنويع في وضعياتها ( الأسئلة).
مثل :
ــ تحديد عدد الكلمات المستهدفة.(ثلاثة على الأكثر).
ــ اختيار كلمات لها أضداد أو مرادفات صريحة في النص .
ــ تعيين كلمات من النص ومطالبة التلاميذ الإتيان بأضدادها.
4
ــ مطالبة المتعلمين باستخراج خصائص ظاهرة معينة في النص, تتناول:
ــ صفات شخصية لشخصيات فاعلة في النص.
ــ إبراز أسباب ظاهرة اجتماعية أو اقتصادية أو ثقافية أو بيئية......
ب ــ أسئلة اللغة :
وتتناول في موضوعاتها قدرة المتعلم على استخدام قواعد اللغة وضوابطها في 
المجالات المدرجة في المنهاج ( نحو ,صرف , إملاء).
1 ــ النحو :يمكن للمعلم أن يقدمه على إحدى الوجوه الآتية :
ــ أعرب ما تحته خط في النص .
ــ اضبط بالشكل الكلمات التي بين قوسين في النص.
2 ــ الصرف : يركز المعلم في أسئلته على استجلاء أثر التحويل , وما يلحقه من
التغيير في الشكل والمعنى اعتمادا على ضوابط لغوية سبق للتلاميذ دراستها في المنهاج.
3 ــ الإملاء:
تتناول أسئلة الإملاء توظيف المهارات الإملائية والقدرة على التحكم في استخدام 
علامات الوقف ومن بين أهم استخداماتها :
1
ــ تعليل سبب كتابة ظاهرة إملائية.
2
ــ تعيين أو استخراج ظاهرة إملائية من النص. 
3
ــ تحويل الكلمات للوصول إلى ظاهرة إملائية مستهدفة في المنهاج. 
4
ــ وضع علامات الوقف المناسبة لجملة أو فقرة قصيرة.
المركبة الثانية :الوضعية الإدماجية :
يتجسد الإدماج في الوضعية المركبة ذات دلالة بالنسبة للمتعلم,لأنها مستوحاة من 
واقعه المعيش , يشعر فيها بأهمية العمل الذي ينتجه , وتدفعه إلى تحمل المسؤولية
عن إنتاجه الكتابي .

شروط الوضعية الإدماجية:
تصاغ الوضعية الإدماجية على صورة وضعية مركبة , ذات دلالة بالنسبة للمتعلم .
بناء وضعية إدماجية يطلب فيها من المتعلم إنتاج كتابي من نفس نمط الجزء الأول,
يوظف فيها مكتسباته الفعلية والمعرفية والسلوكية .
يكون نص الجزء الأول من الوضعية الإدماجية المصاغة , سندا منطلقا للمنتوج 
المتوقع انجازه من طرف المتعلمين وسياقه مستوحى من الوضعية .
تعليمة الوضعية يجب أن تصاغ صوغا دقيقا تتضمن مطالب محددة ,مثل :
تحديد نمط المنتج.
تعيين الموارد المستهدفة.
إبراز موقف وإبداء رأي المتعلم سلوك أو ظاهرة أو واقعة أو حدث.....
مع تقديم الاستشهاد المناسب .
تحديد حجم المنتج.
عن مدير الموقع :

يسعدنا تفاعلكم بالتعليق، لكن يرجى مراعاة الشروط التالية لضمان نشر التعليق
1أن يكون التعليق خاص بمحتوى التدوينة
2أن لا تضع أي روابط خارجية
3لإضافة كود حوله أولاً بمحول الأكواد
3للتبليغ عن رابط لا يعمل او مشكل في الموقع من هنا الطلب
4لطلب خدمة التبادل الاعلاني المطور من هنا